قد تظن أن فيلم Project Power من إنتاج Netflix قد يبدو كعمل غير أصلي. حيث يتحدث الفيلم عن حبة تعطي الناس قدرات خارقة لمدة خمس دقائق، وأن الأمر مشابه لفلم Limitless من بطولة Bradley Cooper (برادلي كوبر) الذي أنتج عام 2011 مع القليل من طعم أفلام عالم مارفل السينمائي. لكن الثلاثي السينمائي الرائع Jamie Foxx (جيمي فوكس) وJoseph Gordon-Levitt (جوزيف غوردن ليفيت) وDominique Fishback (دومنيك فيشباك) مع الاستخدام الذكي لمواقع مدينة نيو أورلينز جعل مشاهدة الفلم تجربة مثيرة للاهتمام.
دومنيك فيشباك (التي ربما قد رأيتها بمسلسل The Deuce من إنتاج HBO) والتي تلعب دور روبن، وهي مراهقة تحب أن تغني الراب وتعييش في مدينة نيو أورلينز ولكن تضطر للعمل كتاجرة مخدرات من أجل دفع تكلفة علاج والدتها المصابة بداء السكري. تشكل تحالف مع جوزيف غوردن ليفيت والذي يلعب دور Frank، وهو شرطي يتعاطى سراً حبوب القوة من أجل أن يتمكن من محاربة الجريمة في مدينته.
ولكن حياة روبن تأخذ منعطفاً خطراً عندما تقابل جيمي فوكس الذي يلعب دور Art وهو جندي سابق في مهمة بحث عن ابنته المخطوفة، وفي طريق بحثه يقوم بالقضاء على الأشخاص الذين يبيعون حبوب القوة من أجل أن يصل إلى مصدر تلك الحبوب، وكل هذا من أجل أن يجد ابنته. وهناك شيء مثير للاهتمام حول فكرة أن الأشخاص ذوي المناصب العليا يقومون باستخدام الناس في نيو أورلينز كفئران تجارب من أجل “اختبار” كيفية عمل حبوب القوة، لكن السيناريو الذي كتبه الكاتب Mattson Tomlin (ماتسون توملين، الذي يشارك حالياً في كتابة سيناريو فيلم The Batman) لا يتعمق للأسف في تداعيات هذا الجزء من القصة.
ويقوم ماتسون توملين بغرس شعور بالواجب الأخلاقي داخل أبطال الفيلم الثلاثة، أثناء محاولة الأبطال البقاء على قيد الحياة في عالم لا يمكن التنبؤ به حيث يمكن للناس استخدام القوى الخارقة لفترة وجيزة من الزمن، ومع أداء فيشباك الرائع الذي يمنحها جوهراً عاطفياً يمكننا الارتباط به. والكاريزما التي يجلبها كل من فوكس وغوردن ليفيت للفيلم لن تشعر بالملل عند متابعتك لـ Project Power.
ويعمل أيضاً لصالح Project Power استخدامه بشكل مدهش لكل من القوى الخارقة ومواقع مدينة نيو أورلينز. قد تتوقع مجموعة من الوحوش التي تحول أحياء المدينة إلى أنقاض مثل أفلام الأبطال الخارقين التقليدية. ولكن بدلاً من ذلك، يتجنب كل من Henry Joost و Ariel Schulman (مخرجا الفيلم) بحكمة ما هو واضح، ويطوران شخصيات أبطال الفيلم ويبنيان الأحداث بشكل مذهل.
حيث عندما يأخذ شخص ما الحبة، فالأمر يشبه اليانصيب، حيث يمكن أن يحصل الشخص على قدرة الاختفاء أو أن يصبح جسده مضاداً للرصاص أو قد ينفجر بكل بساطة. وينسج الفيلم بسلاسة طريقة العرض التي تربط بين القوة التي يحصل عليها الشخص والبنية الجينية له، لذلك ستحصل على نفس القدرة في كل مرة تتناول فيها حبوب القوة.
يضخ نطاق القوى الكثير من التنوع في تسلسل حركة الفيلم، لكن التحرير المفرط غالباً ما يجعل من الصعب متابعة هذه المشاهد. والتحول الأكثر إثارة للإعجاب في الفيلم كله أنه ذو إضاءة مظلمة للغاية بحيث لا يمكن تقديره بالكامل. وحتى لو كان ذلك هذا الأمر مقصوداً، فإن هذه الخيارات تجعلك تتساءل عما إذا كانت تخفي ضعف تقنيات CGI الخاصة بالفيلم.
نسافر أيضاً إلى مجموعة لطيفة من المواقع في مدينة نيو أورلينز، من وسط المدينة إلى الأحياء السكنية، مما يجعل حياة الشخصيات أكثر واقعية وتصديقاً. وتتمتع الإضاءة أيضاً بجودة مُرضية عن طريق استخدام إضاءة النيون بالليل مما يجعل الأحداث تصبح أكثر خيالية. وتضيف الموسيقى التصويرية لجوزيف ترابانيز الجمالية إلى الفيلم.
لسوء الحظ، فإنك تشعر أن شخصيات الأشرار تمت كتابتها بدون تأني حيث لا يوجد فيها العمق الكافي وتشعر أنها سطحية إلى حد ما، ومثال على ذلك Amy Landecker (آيمي لانديكر) وهي العالمة التي تترأس المجموعة الغامضة المسؤولة عن إنتاج حبوب القوة، حيث تشعر بأن الشخصية لم تأخذ وقتها الكافي على الشاشة. وإنها محاطة بمجموعة من الحمقى. ولكن على الأقل، يجلب Rodrigo Santoro الذي يلعب دور بيجي (الذي شوهد سابقًا في كل من Westworld وLost) القليل من الذوق المسرحي حيث قام بتأدية دوره ببراعة تامة.
في النهاية لا يعتبر Project Power فيلماً عميقاً بشكل خاص ويبدو أنه من غير المرجح أن يؤسس لعالم سينمائي جديد، ولكنه يحتوي على ثلاثة أبطال محببين، وقدرات خارقة وأجواء أنيقة. ومن المؤكد أنه سيكون فيلماً ممتعاً لليلة العطلة.
المصدر : https://medium.com/@raedx29/the-cinama-review-f979e62ed55a